Blogs » دروس المرحلة المتوسطة » رب ولدك بالمواقف لا تخليه يتربي علي يد الجوال

رب ولدك بالمواقف لا تخليه يتربي علي يد الجوال

  •  الآباء… ألا تخجلون؟
    ألم تسألوا أنفسكم يومًا: كيف أنشأتم جيلاً لا يعرف من أهله إلا صوت باب يُغلق ويدًا تمسك هاتفًا؟

    يا سادة النية الطيبة والنية المهملة،
    أنتم تشتكون من جيلٍ لا يصل رحمه،
    ولكن من ذا الذي فصله عن الرحم؟
    أنتم… أنتم الذين إذا ذهبتم لعيادة مريض،
    تركتم أبناءكم مع "نتفلكس"
    وإذا صليتم الجنازة،
    أرسلتم أولادكم للعب في المقابر الرقمية
    وإذا زرتم عمًّا كبيرًا في السن،
    أبقيتم أطفالكم أسرى “الراوتر” وكأنهم لا علاقة لهم بعائلة ولا أمة!
    القيم لا تُلقى من فوق المنابر، بل تُزرع في اللحظة.
    حين يرى الطفل أباه يربّت على كتف مريض،
    حين يسمع السلام قبل السؤال،
    حين يشهد المجالس ويشم رائحة الجدّات،
    تُزرع في قلبه بذور المجتمع…
    وإن لم يرَ، فماذا عساه أن يكون؟
    صفحة بيضاء… كتب فيها الغرب كل شيء إلا الرحم والمروءة.
    رأيت أمةً، صغارُها بلا ذاكرة،
    وكبارُها بلا إرادة،
    الرحمُ مقطوع،
    والعين لا ترى إلا الشاحن
    واليد لا تمتد إلا للشاشة
    والوطن؟
    الوطن تحوّل إلى خلفية هاتف،
    نحلف بها ولا نحفظها.

    أيها الأب الكريم،
    خذ ولدك معك حين تزور،
    حين تعود مريضًا،
    حين تهنئ عروسًا،
    حين تفتح بابًا لشخص لا تعرفه جيدًا لكنه من دمك

    لا تجعل طفلك ينمو كما ينمو العشب البري
    في زاوية نسيها الضوء
    بل خذه إلى النور،
    وخذه إلى الناس،
    وخذه إلى معنى الإنسان!

    فيا من يزرع الزرع، لا تشتكِ من ثماره إن كنت قد تركت الحقل في رعاية الريح!

    #جيل_مقطوع
    #التربية_بالموقف