Blogs » دروس المرحلة المتوسطة » العلاقة أولًا… بعدها التربية

العلاقة أولًا… بعدها التربية

  • العلاقة أولًا… بعدها التربية

    كثير من الآباء يشتكون من صعوبة تربية أبنائهم، ويُرجعون المشكلة إلى "عناد" الطفل أو "قلة الاستجابة"، لكن ما يغيب عن الوعي أحيانًا هو أن العلاقة بين المربي والطفل هي الأرض التي تُبنى عليها التربية.
    فلا فائدة من النصيحة، إذا لم يكن هناك رابط يربط الطفل بمن ينصحه.

    الطفل لا يستمع ممن لا يشعر معه بالأمان

    عندما يفتقد الطفل الشعور بالحب أو القرب من والديه، تصبح توجيهاتهم بالنسبة له مجرد أوامر لا تمسّ قلبه.
    بينما حين يشعر بأن والديه يفهمونه ويحتوونه، يصبح أكثر استعدادًا للاستماع، والتقبل، وحتى التغيير.
    (Gordon, 2000 – Parent Effectiveness Training)

    العلاقة الإيجابية تفتح بابًا للحوار، وتجعل الطفل يرى المربي كقدوة، لا كخصم.

    التربية ليست تعليمات… بل تواصل

    في كل موقف تربوي، اسأل نفسك أولًا:

    • هل علاقتي بابني فيها دفء؟

    • هل يسمعني لأنه يحترمني… أم لأنه يخاف مني؟

    • هل بيننا مساحة للحديث دون توتر؟

    هذه الأسئلة تحدد مدى فاعلية التربية، لأن السلوك لا يتغير بالتهديد، بل بالثقة.

    كيف نبني علاقة آمنة مع الطفل؟

    • الإصغاء له حتى لو كان حديثه بسيطًا

    • قضاء وقت نوعي معه دون هواتف أو انشغال

    • إظهار مشاعر الحب والاهتمام بوضوح

    • تجنب الصراخ أو الإهانة أمام الآخرين

    حين يشعر الطفل بأنه محبوب ومقبول كما هو، يصبح أكثر استعدادًا لقبول التوجيه، لأن الرسالة تأتي من "قلب إلى قلب"، لا من سلطة فوقية.

    خلاصة

    التربية لا تبدأ من النصيحة… بل من العلاقة.
    إذا أردت أن يسمعك طفلك، اقترب منه أولًا، واستثمر في رابطة الثقة بينكما.

    فالعلاقة هي جسر التربية، وكلما كان الجسر قويًا… مرّت الرسائل بسلام.