كثيرًا ما يشتكي الآباء من قلة تركيز أبنائهم أو ضعف تحصيلهم الدراسي، لكن ما يغيب عن الأذهان هو أن العقل لا يمكن أن يتعلم في بيئة تفتقر إلى الأمان العاطفي. الهدوء، والحنان، والتقبل… ليست أمورًا عاطفية فقط، بل هي ضرورات تعليمية.
الدماغ لا يعمل تحت الضغط
عند شعور الطفل بالخوف أو التهديد أو الرفض، يُفرز جسمه هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يؤدي إلى تعطيل مراكز التفكير في الدماغ. (Shonkoff & Garner, 2012 – Toxic Stress and Brain Development)
الطفل الذي يُربّى في بيئة يكثر فيها الصراخ أو التوبيخ أو العقاب، قد يحفظ مؤقتًا، لكنه يفقد القدرة على الفهم العميق والتحليل، لأن ذهنه مشغول بالأمان لا بالمعلومة.
الأمان العاطفي يصنع مساحة للتعلم
الطفل يتعلم حين يشعر بأنه:
مقبول كما هو
غير مهدد عند الخطأ
محبوب دون شروط
حينها، ينفتح ذهنه، ويُصبح التعلم تجربة ممتعة، لا عبئًا يخشاه. (Siegel & Bryson, 2012 – The Whole-Brain Child)
حتى في المدرسة، الطلاب الذين يشعرون بأمان مع المعلم، يشاركون، يسألون، ويبدعون، مقارنة بمن يشعرون بالخوف أو الإهانة.
كيف نوفّر الأمان العاطفي؟
الاستماع للطفل باهتمام دون مقاطعة
الامتناع عن الإهانة أو المقارنة
تقبّل المشاعر حتى لو لم نتفق مع السلوك
تقديم التوجيه بلغة هادئة، تُفهم لا تُخيف
بهذا، نبني بيئة يشعر فيها الطفل أنه محمي ومحترم، فينطلق نحو التعلم بثقة.
خلاصة
التعلم لا يبدأ من الكتاب… بل من العلاقة التي تُحيط بالطفل. كل كلمة حنونة، وكل رد فعل متزن، هو استثمار في قدرة طفلك على التعلم والنمو.