Blogs » دروس المرحلة المتوسطة » اللعب مش مضيعة وقت… بل أهم طرق التعلم

اللعب مش مضيعة وقت… بل أهم طرق التعلم

  • اللعب مش مضيعة وقت… بل أهم طرق التعلم

    كثير من الآباء يظنون أن اللعب "تسلية" أو "إضاعة وقت"، ويشعرون بالذنب إذا رأوا أطفالهم يلعبون كثيرًا بدلًا من الجلوس على طاولة الدراسة.
    لكن الحقيقة التي أثبتها علم النفس التربوي أن اللعب هو المدخل الأول والأقوى للتعلم في مرحلة الطفولة.

    اللعب يبني العقل… لا يشتته

    يؤكد عالِم النفس الروسي "فيغوتسكي" أن اللعب الحر يُحفّز مناطق التفكير العليا في الدماغ، ويساعد الطفل على استخدام الخيال، حلّ المشكلات، وتنمية اللغة والتفكير الرمزي.
    (Vygotsky, 1978 – Play and Cognitive Development)

    الطفل عندما يتقمص دور الطبيب أو المعلم أثناء اللعب، لا "يضيع وقته"، بل يُجرّب العالم من زاويته الخاصة، ويكتشف كيف تعمل الأشياء والعلاقات.

    اللعب يحفّز التعلم الذاتي

    أكبر نوع من التعلم ليس ما يُملى على الطفل، بل ما يكتشفه بنفسه أثناء اللعب:

    • يتعلم العد وهو يوزع الكرات.

    • يكتشف الفيزياء وهو يبني برجًا من المكعبات ويسقط.

    • يتعلم اللغة وهو يمثل أدوارًا في قصة.

    اللعب يربط بين التعلم والمشاعر الإيجابية، وهذا ما يجعل المعرفة تبقى، لأنها جاءت من تجربة حقيقية وليست مجرد تلقين.
    (Bodrova & Leong, 2007 – Tools of the Mind)

    اللعب يصنع طفلًا اجتماعيًا

    من خلال اللعب الجماعي، يتعلم الطفل مهارات لا تُدرّس في أي كتاب:

    • التفاوض

    • انتظار الدور

    • فهم مشاعر الآخرين

    • حل الخلافات

    هذه المهارات الاجتماعية تُعدّ أساسًا مهمًا للنجاح الأكاديمي والحياتي لاحقًا.

    اللعب ليس رفاهية… بل ضرورة تربوية

    من الخطأ التفكير في اللعب كمكافأة بعد الدراسة.
    اللعب هو أحد أشكال التعلم النشط، ويجب أن يكون جزءًا من الروتين اليومي للطفل، خاصة في سنوات الروضة والابتدائية.
    حتى "اللعب الفوضوي" أحيانًا يحمل في طياته فرصًا للتعلم لا ننتبه لها 

    خلاصة

    عندما يلعب الطفل، لا يعني أنه لا يتعلم…

    بل هو يتعلم بطريقة تناسب نموه، واحتياجاته، وطبيعة دماغه في هذه المرحلة.

     

    فلنثق باللعب، ونُعيد له مكانته التربوية التي يستحقها.