في كل بيت تقريبًا، تُقال جمل مثل: "ليش أخوك أفضل منك؟" "شف بنت عمك شطّورة، وأنت؟" وقد تبدو هذه المقارنات محاولة لتحفيز الطفل، لكنها في الواقع تحمل رسائل خفية تؤثر في شخصيته وثقته بنفسه.
المقارنة تقتل الدافعية
تُظهر دراسات علم النفس التربوي أن المقارنة المستمرة مع الآخرين تجعل الطفل يشعر بأنه دائمًا "أقل من"، مما يضعف دافعيته للتطور ويزيد من شعوره بالفشل، حتى لو بذل جهدًا. الطفل لا يحتاج أن يُقارن… بل أن يُلاحظ. (Deci & Ryan, 2000 – Self-Determination Theory)
عندما تُقال للطفل جمل مثل: "أنت دايمًا متأخر"، "غيرك أحسن منك"، فهو لا يسمع فقط الكلمات، بل يبدأ ببناء صورة داخلية مشوهة عن نفسه، صورة أنه غير كافٍ، أو أنه لا يستحق الحب إلا إذا تفوق.
الاحتياج الحقيقي: أن يُقدَّر
ما يحتاجه الطفل حقًا هو أن يشعر أن تقدّمه الشخصي ملحوظ:
"ألاحظ إنك حاولت تحل السؤال بنفسك، أحسنت."
"شفت إنك اليوم خلصت واجبك بدري، ممتاز."
هذه العبارات تركّز على نمو الطفل هو، لا على مقارنته بغيره. وهذا يعزز ما يُعرف بالدافعية الذاتية، أي أن الطفل يصبح متحمسًا من داخله لا من أجل إرضاء الآخرين. (Deci & Ryan, 1985 – Intrinsic Motivation and Self-Determination in Human Behavior)
المقارنة تولّد الغيرة… والتقدير يبني الثقة
في جو المقارنة، يكبر الطفل وهو يرى الآخرين منافسين، لا أصدقاء. أما عندما يُقدّر على ما يقدّمه هو، ينشأ في داخله شعور بالرضا والثقة، ويبدأ برؤية الآخرين كشركاء لا خصوم.
خلاصة
كل طفل يسير في طريق مختلف. ولن تنمو شجرة إذا كانت تراقب ظل شجرة أخرى.
ابنك لا يحتاج أن يكون مثل أحد… بل أن يكون أفضل نسخة من نفسه. أنت فقط من يستطيع أن يفتح له الباب نحو ذلك… عندما تختار التقدير بدل المقارنة.