يعتقد بعض الأهل أن الروتين يُقيّد الطفل ويخنق حريته، لكن الأبحاث التربوية تقول العكس: الروتين اليومي يمنح الطفل شعورًا بالاستقرار والأمان… لأنه يعرف ماذا يتوقّع ومتى. (Fiese et al., 2002 – Family Routines and Rituals)
في عالم متغيّر وسريع، يحتاج الطفل إلى ما هو ثابت ليشعر بالاطمئنان. مواعيد النوم، الوجبات، الدراسة، وحتى وقت اللعب، كلها تشكّل له بيئة قابلة للتنبؤ، وهذا يُقلّل القلق ويُعزّز التنظيم الذاتي. (McClelland et al., 2015 – Self-Regulation in Early Childhood)
الروتين لا يعني الجمود… بل التوازن. أن يعرف الطفل أن بعد اللعب فيه ترتيب، وأن بعد العشاء فيه قصة ونوم. هذه الأنماط اليومية البسيطة تساعد على بناء إحساس بالمسؤولية والانضباط. (Morawska & Sanders, 2008 – Parenting and Child Behavior)
حين يشعر الطفل أنه يتحرك ضمن نظام واضح، تقل عنده نوبات الغضب، وتزيد تعاونه، لأنه يشعر أنه يملك جزءًا من السيطرة على عالمه.
فالروتين ليس قيودًا… بل هو حدود محبّة تجعل يوم الطفل أوضح، ونفسيته أهدأ، وسلوكه أكثر توازنًا.