في عالم مليء بالتوقعات، يشعر بعض الأطفال أنهم لا يُقبلون إلا إذا كانوا "مثاليين": دائمًا مؤدبين، دائمًا متفوقين، دائمًا بلا أخطاء. لكن الحقيقة أن الطفل لا يحتاج أن يكون كاملًا… بل يحتاج أن يشعر أنك تقبّله كما هو. (Winnicott, 1965 – The Maturational Processes and the Facilitating Environment)
حين يخطئ الطفل، ويتلقى رسائل مثل: "أنت خيّبت أملي"، "كنت أتوقع أفضل"، فهو يبدأ في بناء صورة داخلية مشروطة عن نفسه: "أنا مقبول فقط إذا كنت ناجحًا".
أما الطفل الذي يُقابَل خطأه بالتفهّم، ونقصه بالاحتواء، فإنه ينمو بشعور عميق بالأمان… يعرف أنه لا يحتاج أن يتظاهر، ولا أن يُخفي ضعفه ليُحَب. (Brown, 2010 – The Gifts of Imperfection)
التقبّل لا يعني ترك السلوك الخاطئ، بل يعني أن تقول له: "أنا أحبك دائمًا، لكن سلوكك هذا يحتاج نتكلم فيه"، أي أن تفصل بين الطفل وبين سلوكه. (Siegel & Bryson, 2014 – No-Drama Discipline)
طفلك لا يحتاج أن يكون الأفضل في كل شيء، بل يحتاج أن يشعر أنه "كافٍ كما هو"، وأن محاولاته تُقدَّر حتى لو لم تصل للكمال.
فالتربية السليمة لا تصنع طفلًا مثاليًا… بل إنسانًا مرتاحًا في جلده، واثقًا في قيمته، قادرًا على النمو.