في كل عام، تُقيَّم عقول ملايين الأطفال بناءً على درجاتهم في الاختبارات، وتُطلق عليهم أحكام مثل: "ذكي"، "ضعيف"، "كسول". لكن هل فعلاً الدرجة وحدها تكشف قدرات الطفل؟ الحقيقة أن العلم الحديث يقدّم لنا صورة مختلفة تمامًا.
طرح العالم "هوارد جاردنر" نظرية الذكاءات المتعددة، وأثبت أن الذكاء لا يقتصر على الجانب المنطقي أو الرياضي، بل يشمل أنواعًا مختلفة مثل: الذكاء اللغوي، الجسدي، الموسيقي، البصري، الاجتماعي، الذاتي، والطبيعي. (Gardner, 1983 – Frames of Mind: The Theory of Multiple Intelligences)
الطفل اللي يحب يكتب القصص، أو يلعب رياضة، أو يحفظ الأغاني بسهولة… هذا الطفل ذكي، ولكن بطريقته. فمن الظلم أن نختزل الذكاء في مادة أو نتيجة اختبار واحد.
الأهم من تقييم الذكاء هو اكتشافه. كيف يتعلّم ابنك؟ ما نوع النشاط الذي يبرع فيه؟ أسئلتك هذه تقودك لفهم طريقة تعلّمه، وبالتالي لدعمه بالطريقة التي تناسبه. (Armstrong, 2000 – Multiple Intelligences in the Classroom)
حين تدرك أن كل طفل يمتلك نوعًا فريدًا من الذكاء، تبدأ في تربيته كما هو، لا كما تتوقّع أن يكون.
فالتعليم الناجح لا يبدأ من تصنيف الطالب… بل من احترام اختلافه.
